بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ترجمة القرآن
وظهرت في العالم ترجمات كثيرة، وبلغات
متعددة شرقية وغربية، وزعم الذين قاموا بها أنهم نقلوا القرآن الكريم من اللغة
العربية إلى هذه اللغات، فجاءت مليئة بالأخطاء الفاحشة، بعيدة عن تحقيق مقاصد النص
العربي بعد الأرض عن السماء.
هذا البحث تتركز في التعريف، والأقسام،
والأحكام، والشروط الترجمة القرآن، وبيان الفروق والأمثال بين الترجمة الحرفية والترجمة
التفسيرية في قوله تعالى، والحكم الصلاة بقراءة القرآن المترجم.
شروط
الترجمة الحرفية والترجمة التفسيرية
1.
أن يعرف (المترجم) لغة الأصل، ولغة الترجمة.
2. أن يكون ملما بأساليب وخصائص اللغات التي يود ترجمتها بحيث على شريطة التفسير، مستمدة من الأحاديث النبوية وعلوم اللغة العربية وعلوم الشريعة.
2. أن يكون ملما بأساليب وخصائص اللغات التي يود ترجمتها بحيث على شريطة التفسير، مستمدة من الأحاديث النبوية وعلوم اللغة العربية وعلوم الشريعة.
3.
أن تكون (صيغة الترجمة) صحيحة بحيث يمكن أن تحل محل الأصل.
4.
أن تفي الترجمة بجميع معاني الأصل ومقاصده وفاء كاملا.
شروط
الترجمة الحرفية فقط
1.
وجود مفردات كاملة في لغة الترجمة، مساوية لمفردات لغة الأصل.
2.
تشابه اللغتين في الضمائر المستترة، والروابط التي تربط الجمل لتأليف التركيب.
حكم
الترجمة الحرفية غير جائزة وغير صحيحة للأسباب الآتية:
1.
لا يجوز كتابة القرآن بغير أحرف اللغة العربية لئلا يقع التحريف والتبديل.
2. أن اللغات (غير العربية) ليس فيها من الألفاظ والمفردات والضمائر ما يقوم مقام الألفاظ العربية.
2. أن اللغات (غير العربية) ليس فيها من الألفاظ والمفردات والضمائر ما يقوم مقام الألفاظ العربية.
3.
إن الاقتصار على الألفاظ قد يفسد المعنى ويسبب الخلل في التعبير والنظم.
الفروق
والأمثال بين الترجمة الحرفية والترجمة
التفسيرية في قوله تعالى:
﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا﴾
(الإسراء:
29)
لو أردنا ترجمتها ترجمة حرفية، فإن
الترجمة تكون كالآتي: ((لا تجعل يدك مربوطة إلى عنقك ولا تمدها كل المد)) إلى معنى
فاسد لم يقصده القرآن الكريم بل قد يستتكر المترجم له هذا الوضح فيقول: لماذا
ينهانا الله عن ربط اليد بالعنق، أو مدّها غاية المدّ؟
فالتعبير الذي جاء في القرآن إنما هو
من (باب التمثيل) لبيان عاقبة الأسراف أو الشح وهو معنى من أروع المعاني لا يدركه
إلا من فهم أساليب العرب في التخاطب بالأسلوب البليغ، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ (سورة
الإسراء: 24). فإن هذا اللفظ لا يمكن ترجمته ترجمة حرفية لوجود نوع خاص من التعبير
البليغ يسمى بـــ (الاستعارة المكنية) وهذا لا يوجد في غير اللغة العربية. ومثله
قوله تعالى ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ (سورة القمر:
14)، فإذا ترجمناها ترجمة حرفية يفسد المعنى تماما.
الترجمة الحرفية تدل على النهى عن ربط اليد في العنق، وعن مدها غاية المد.
الترجمة التفسيرية تدل الآية على النهي عن التبقير والتبذير.
حكم
الصلاة بقراءة القرآن المترجم
اختلاف العلماء في صحة الصلاة بقراءة
القرآن المترجم، وانقسموا إلى فريقين:
- ذهب الجمهور إلى أنه لا تجوز الصلاة، إلا بتلاوة القرآن باللسان العربي.- ذهب الحنيفة إلى جواز لمن لا يحسن العربية.
خلاصة القول، عدم إمكانية
ترجمة القرآن شرعا وواقعا، وجواز ترجمة التفاسير القرآنية بالشروط المفصلة في هذا
البحث عند الضرورات، وتشجيع المسلمين من غير العرب على تعلم العربية لفهم القرآن
وتفسيره، كما كانتسيرة آباءهم وأجدادهم وعدم الاكتفاء بالترجمة لأنها قاصرة عن
المقصود غير وافية بالغرض.
هذا العصر الترجمة مكتوبة في القرآن.
كيفية الترجمة القرآن.
أرجو أن أكون هذه الدراسة مفيدة إليّ ومجتمع
الآخر. اللهم لك الحمد على ما أعطيت، ولك ناصيتنا، وأمرنا بين يديك. وصلى الله على
نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم
الدين، والحمدلله رب العالمين.
مصادر
المراجع
مناع
القطان. (1973م/ 1393هـ). مباحث في علوم القرآن.
الطبعة الثالثة. القاهرة: مكتبة وهبة، ص213-320.
صفية
شمس الدين. (2009م/ 1430هـ).
المدخل إلى دراسة علوم القرآن. الطبعة الثانية. ماليزيا: الجامعة الإسلامية
العالمية، ص 251-255.
مصطفى ديب البغا ويحي الدين ديب متو. (1996م/ 1417هـ). الواضح
في علوم القرآن. الطبعة الأولى. دمشق: دار الكلم الطيب، ص 256- 260.
أحمد حسن فرجات. (2001م/ 1421هـ). في علوم القرآن عرض
ونقد وتحقيق. الطبعة الأولى. عمان: دار عمار للنشر والتوزيع، ص 275-283.
خالد إبراهيم الفتياني. (1996م/ 1417هـ). محاضرات في
علوم القرآن. الطبعة الثانية. عمان: دار عمار للنشر والتوزيع، ص 227- 230.
الكاتبة: يسرى بنت محمد نور خالق 1415112
No comments:
Post a Comment